بيان “بنا نعيش بكرامة”
يستمر الحال الكارثي في سورية بسبب تعنت السلطة و رفضها القيام بأي خطوة حقيقية لفك الاستعصاء السياسي الذي يزيد من حال البلاد تدهوراً ويهدد بتصاعد وتيرة العنف واضعاً الشعب في أسوأ ظروف حياتية مرت على سورية قاطبة. وقد تداعى أهالي محافظة السويداء يوم الأحد ٤ كانون الأول ٢٠٢٢ لممارسة حقهم المدني والسياسي في التظاهر احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا حيث تنعدم اليوم كل الحاجات الأساسية لعيش المواطنين والمواطنات بكرامة وعلى رأسها مصادر الطاقة اللازمة للتدفئة والنقل والغذاء. في وقت تتواتر فيه تصريحات مسؤولين عن وصول دوري لناقلات نفط تصل البلاد، يزداد شح الوقود اللازم للسيارات والتدفئة والصناعة وغيرها من لوازم الأمن الاقتصادي والاجتماعي مما يزيد من غضب وقهر السوريات والسوريين ليس فقط في السويداء وحدها بل وعلى عموم الجغرافيا السورية. يضاف إلى ذلك زيادة السطوة الأمنية التي تمارسها السلطة في سوريا وكل سلطات الأمر الواقع والتي ليس لها أن تستمر وتزداد بطشاً لولا ارتفاع معدلات الفساد والمحسوبيات التي تغذي هذه الأجهزة ورجالاتها والمتحالفين معها من رجال أعمال لا يعنيهم سوى زيادة ثرواتهم.
كما جرت العادة، وبدل الاستجابة لمطالب المتظاهرين والمتظاهرات المحقة والضرورية للعيش الكريم، تحركت السلطة السورية على خطين: الأول تفريق المتظاهرين بالعنف والسلاح والثاني تحريك أجهزتها الإعلامية للإساءة والتشكيك والتخوين بمطالب الأهالي المحقة والأساسية. إن السلطة السورية لم تتراجع يوماً عن عقلية وأسلوب القمع الممنهج والتحريض الاجتماعي قبل الطائفي لضرب كل مطلب سياسي واقتصادي ينقل البلاد من الظلم والظلام إلى وضع أفضل.
إن المؤتمر الوطني السوري لاستعادة السيادة والقرار يؤكد أن للجموع الغاضبة حق ومطلب لا يمكن التغاضي عنه وقمعه، بل تحمل السلطة السورية وأجهزتها الأمنية والإعلامية كل مسؤولية عن التخريب والفوضى الحاصلة. كما يدعو المؤتمر الوطني السوري أبناء وبنات المحافظة وعموم البلاد لمؤازرة الجموع في السويداء مطالبين باستعادة السيادة والقرار مرددين شعار السويداء يوم الأحد الماضي “بنا نعيش بكرامة”.
الأربعاء ٧ كانون الأول ٢٠٢٢