ساعة التغيير دقت

بيان من المؤتمر الوطني السوري لاستعادة السيادة والقرار
ظنت السلطة السورية في دمشق، وسلطات الأمر الواقع في المناطق الأخرى، أن إغراق السوريين بمشاكل البقاء على قيد الحياة وغياب الأمن، سيحول الناس إلى كائنات بدائية تبحث عن اللقمة والنجاة الشخصي من القتل والخطف والتهجير والاعتقال، وكأنها نسيت أن هذا المجتمع الذي قدم تضحيات لم تعرفها بلد منذ الحرب العالمية الثانية، لم ولن تموت فيه روح المقاومة المدنية والمواطنة والسيادة… لقد غيبت كل أطراف الصراع والتدخل العسكري السورية والإقليمية والدولية مجرد التفكير في حل سياسي، معتبرة نفسها منتصرة في بضع محافظات هنا وبضع قرى هناك، لكن روح المقاومة لا يمكن اغتيالها، وصمّ الآذان عن المطالب الملحة للناس لم يعد محتملا. أما خطابات العنجهية السياسية، فلم تعد تقنع أصحابها. ومنذ أسابيع، لم تتوقف المظاهرات المناهضة لهتش والجولاني رغم القمع والاعتقال، وضد سياسة المحتل التركي وأزلامه التي تغطي على جريمة الإعادة القسرية للاجئين والتغيير الديمغرافي في الشمال، كذلك الاحتجاج على الهيمنة العسكرية للوحدات الأوجلانية في شرقي الفرات بحماية القوات الأمريكية.
في الجنوب، قد ارتد تغييب الأمان عن أهالي حوران من الأمن العسكري والجوية على أصحابه، ولم تعد محافظة درعا آمنة لأي قامع. في اللاذقية بدأت أصوات الاحتجاج تخرج، وفي محافظة السويداء، مهد الثورة السورية الكبرى تنطلق شرارات عصيان مدني رافض ليس فقط لسياسات النظام التجويعية، بل لكافة رموزه التي أصبحت تمثل في الوعي العام بمجرد وجودها، استمرارا للمأساة السورية. أصوات السويداء لاقت صداها في درعا، ولم يعد عند السلطة القمعية سوى حشد ما تبقى من قوات لإعادة سيناريو 2011 في قمع الجموع الثائرة.
ليست هذه التحركات من فعل أية قوة سياسية، بل من الناس وإلى الناس، وإن كانت كل سلطات الأمر الواقع قد سيطرت هنا وهناك بتدخلات مالية وعسكرية خارجية، فإن المنتفضين لا يريدون أي تدخل خارجي… أما العنف فقد دفعوا الثمن الغالي من كل من حمل السلاح، وقد وصل السوريون اليوم إلى حالة القرف من كل الإيديولوجيات التي ترفع شعارات الموت والتمييز الديني والطائفي والقومي، وأولها الإخوانية والجهادية وأخواتها.
لا يوجد إيديولوجيات أكل الدهر عليها وشرب، ولا يوجد جهاد لقتل الناس باسم الدين أو وحدات حماية لقمع الشعب باسمه… كل من جرى تغييبهم وتهميشهم وتحويلهم إلى مجرد ضحايا يقومون اليوم بصرخة واحدة: كفى، الشعب السوري يستحق العيش بكرامة وحرية.
21/08/2023

Scroll to Top