هنا سورية المواطنة، هنا سويداء الحرية والتغيير

هذه الصرخات الحرة التي تنطلق من ساحات الكرامة في السويداء منذ أكثر من مئة يوم، والتي تعيد وهج الثورة السلمية المطالبة بالحرية والكرامة التي انطلقت من درعا في 18 آذار ٢٠١١، كسرت التماثيل الطائفية والتدخلات الخارجية واللجوء الأعمى إلى العنف الذي فكك البلاد وعمم الفكرة المدمرة للقتل والتدمير التي باشرها النظام التسلطي وسقط فيها للأسف كثيرون ممن قدسوا السلاح ودنسوا الحق في الحياة. فها هو الأمل يعود لكل السوريين بأن المقاومة المدنية السلمية هي ضمان الخلاص الوحيد.

انطلق ثوار السويداء في وضع مأساوي يسود عموم البلاد، ومع ذلك فهم يحملون راية التغيير السلمي والتفاوض الجدي من أجل تطبيق صحيح للقرارات الأممية من بيان جنيف إلى القرار 2245 عبر تمثيل حقيقي وفاعل يعكس طموحات السوريين والسوريات، ومطالب اعتبرتها الشرعية الدولية فوق التفاوض مثل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل السجون والمناطق، وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم والكشف عن مصير المخطوفين والمفقودين ونجدة من ما زال يعيش في مخيمات النزوح واللجوء.

بشعاراتهم العقلانية والمنطقية، أصبح ثوار السويداء رمزا لما طالب به الشبيبة في 2011 من قيم جامعة لكل الطامحين إلى بناء سورية الحديثة، دولة المواطنة والحقوق وشعار سلطان باشا الأطرش قبل قرابة القرن: الدين فيه لله والوطن للجميع، الذي حمله أبطال الثورة السورية الأولى، وكم نحن بحاجة إليه اليوم..

إننا في المؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار، نبارك ونهنئ أهلنا في السويداء على صمودهم ونضالهم وما توصلوا إليه بالإعلان عن تشكيل تيار الحرية والتغيير، هذا الصوت التمثيلي الحر والمعبر عن  مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والتغيير . إن المؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار يحيي هذا التشكيل الجامع وبرنامجه ونضالاته، ويطمح لبناء أرقى أشكال التنسيق والنضال معه.

Scroll to Top